المطلوب فرض تغطيات إلزامية في أسواقنا العربية
منال خليل العفاشية – الرئيسة التنفيذية لشركة التضامن للتأمين – العراق
تُعد شركة التضامن للتأمين واحدة من أكبر 10 شركات تأمين في العراق، وذلك بناءً على الإحصاءات المحلية. وتستمر الشركة في تحقيق نتائج مميزة، معتمدة على خبرتها واستراتيجيتها الواضحة في تطوير القطاع التأميني العراقي. وتبرز اليوم الحاجة الملحّة لبناء صناعة تأمين عربية قوية، قادرة على مواكبة التحديات الاقتصادية والرقمية، وتعزيز ثقافة الوعي التأميني داخل المجتمع.
تؤكد العفاشية أن قطاع التأمين في الوطن العربي بحاجة إلى سياسات وتشريعات داعمة، خاصة فيما يتعلق بفرض التغطيات الإلزامية أسوةً بالدول المتقدمة. فمعظم المنظومات العالمية تعتمد التأمين الإلزامي كوسيلة لحماية الأفراد والمؤسسات، مما يعزز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي. أما في الدول العربية فما يزال هذا الجانب محدودًا، ويحدّ من قدرة شركات التأمين على التوسع وتحقيق النمو المناسب.
كما شددت على أهمية التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في مستقبل صناعة التأمين، مؤكدة أن المرحلة المقبلة ستشهد نقلة كبيرة تتطلب استعدادًا كبيرًا من الشركات والهيئات الحكومية. وتضيف أن النموذج العراقي في التأمين ما يزال يفتقر إلى التشريعات الملائمة وإجراءات التطبيق، وهو ما يتطلب مزيداً من الوعي المجتمعي والجهود المشتركة لبناء صناعة تأمين حديثة ومتكاملة.
كيف تقيمون أداء شركة التضامن للتأمين خلال عام 2023؟
تقول العفاشية: "حققت شركتنا خلال عام 2023 نقلة نوعية وأداءً مميزًا، بفضل الإجراءات التطويرية التي اعتمدناها. ركزنا على رفع كفاءة تعاملاتنا التأمينية وتقليل المخاطر، إلى جانب تعزيز جودة الخدمات التي نقدمها لعملائنا".
وأشارت إلى أن الشركة وسّعت تعاونها مع عدد من المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، مما ساهم في تنمية محفظتها التأمينية، خصوصًا في مجالات التأمين الصحي وتأمين المركبات، بالإضافة إلى تطوير منتجات جديدة تتناسب مع السوق العراقية.
وأضافت: "استطعنا معالجة التحديات التي واجهتنا في المرحلة الماضية من خلال الاستثمار في التكنولوجيا، وتحديث الأنظمة التقنية، وتوسيع شبكة الوكلاء. كما حرصنا على تأهيل فرق العمل ورفع مستوى المهارات المهنية، بما يتماشى مع التطورات الحديثة في سوق التأمين".
سجلنا نقلة نوعية وأداءً مميزًا
توضح العفاشية أن الرقمنة أصبحت اليوم أحد أهم أعمدة النمو في القطاع التأميني، وأن اعتماد الأنظمة الإلكترونية أتاح للشركة إنجاز المعاملات بسرعة وكفاءة، إلى جانب إصدار الوثائق إلكترونيًا وتقليص الوقت للزبائن. وبيّنت أن الشركة تخطو بثبات نحو التحول الرقمي الكامل الذي يشمل إصدار المطالبات وسداد التعويضات.
وترى أن هذا التطور يعزز الشفافية ويحقق رضا العملاء، ويُمكّن الشركة من تقديم خدمات تنافسية تلائم السوق الحديثة.
ما هي أبرز التحديات التي تواجه قطاع التأمين في العراق؟
1. ضعف البيئة التشريعية
لا تزال القوانين الحالية بحاجة إلى تحديث شامل، خاصة فيما يتعلق بآليات حماية المستهلك وتحديد الالتزامات التأمينية.
2. محدودية الوعي التأميني
يشكل ضعف ثقافة التأمين في المجتمع العراقي أحد أهم العوائق أمام توسع الشركات وزيادة حجم السوق.
3. الحاجة إلى التغطيات الإلزامية
ترى العفاشية أن غياب التأمين الإلزامي في مجالات حيوية مثل التأمين الصحي وتأمين المركبات المتقدم والتأمين على الممتلكات، يمثل فجوة كبيرة في السوق العراقية.
4. التطور الرقمي
رغم التقدم الحالي، إلا أن القطاع يحتاج إلى بنية تقنية أكثر تطورًا، تتناسب مع متطلبات التحول الرقمي الشامل.
المستقبل… سيكون واعدًا في ظل التشريعات الجديدة
أعربت العفاشية عن تفاؤلها بمستقبل قطاع التأمين، خاصة مع المتغيرات الاقتصادية وارتفاع الطلب على المنتجات التأمينية الحديثة. وترى أن التحديثات التشريعية المرتقبة ستفتح الباب أمام نقلة نوعية في الخدمات، وتمكين الشركات من تقديم منتجات مبتكرة تستجيب لاحتياجات السوق.
وأكدت أن شركة التضامن تعمل على الاستثمار في الكوادر، وتطوير البنية التكنولوجية، وتوسيع شراكاتها بهدف الحفاظ على مكانتها الريادية في العراق والمنطقة.